التوعية المالية:

كيف تُدير أموالك الشخصية بنجاح؟

لا يخلو تخطيط مستقبلك المالي من مواجهة الصعوبات والتحديات، لذا فربما قد حان الوقت لكي تفكر في وضع خطة لإدارة أموالك على نحوٍ أفضل. وهناك خطوات بسيطة يمكنك إتباعها لإدارة أموالك وتأمين مستقبلك.

1. ضع أهدافك المالية للمدى البعيد

أولا عليك بالتفكير في طموحاتك المالية التي تسعى لتحقيقها على المدى البعيد. وما مقدار المدخرات التي ترغب في توفيرها؟ هل تود أن تستثمر، مثل العقارات أو أي استثمارات أخرى مُدرة للدخل؟ في الحقيقة، نرى أنه إذا كنت ترغب في تحقيق طموحاتك المادية، فيجب أن يكون تنويع محفظتك المالية بندًا أساسيًا من بنود خطتك المالية.

لكن لا بد أن يتماشى ذلك بأخذ التزاماتك المالية في الاعتبار. فما المبلغ الذي ترغب في سداده من قيمة تمويل بطاقتك الائتمانية، ومتى؟

عندما تخطط لأهدافك المالية البعيدة المدى، توجد استثمارات هامة أخرى يجب أن يكون لها دورٌ في التخطيط، مثل الاستثمار في تعليم أبنائك، والاستثمار في الأنشطة المتعلقة بنمط حياتك مثل الأنشطة الترفيهية والسفر مع أحبائك.

ثم تكمن الخطوة التالية في ترتيب هذه الأنواع من الاستثمارات حسب أولوياتك. وهذا لا يعني أن الهدف الاستثماري الموجود أسفل القائمة هو أقل أهمية من غيره، إلا أنه قد يكون الهدف الذي تتوفر لديك مرونة أكبر من حيث توقيت إنجازه. فعلى سبيل المثال، لا يمكنك تغيير حقيقة أن ابنتك الكبرى ستلتحق بالجامعة في غضون 5 سنوات، ولكن يمكنك تأجيل قرار تقاعدك بضع سنوات أخرى.

2. حدد ميزانياتك السنوية والشهرية

في سبيل تحقيق أهدافك الاستثمارية الموضوعة، يجب عليك إتباع الخطوات الضرورية لتحديد ميزانياتك السنوية والشهرية، على أن يتم تحديد ذلك وفق مستويات تدريجية مناسبة.

ويمثل المستوى الأول الميزانيات المخصصة لتحقيق أهدافك المالية التي وضعتها على رأس قائمة أولوياتك. وعليك أولا تحديد المبلغ الذي ستخصصه في كل عام ثم في كل شهر في سبيل تحقيق أهدافك المالية البعيدة المدى. وستكون هذه هي "ميزانية المستوى الأول". ويُعد هذا هو المستوى الأول نظرًا لأنه يجب عليك دائمًا الاهتمام باستثماراتك الخاصة أولاً! وهو أمرٌ سوف تشكر نفسك عليه في المستقبل.

أما المستوى الثاني فهو يمثل التزاماتك الفورية، ويجب أن يتضمن التزاماتك الشهرية (مثل دفع قسط تمويل السيارة وكذلك أي أقساط شهرية أخرى)، ونفقاتك الشهرية (مثل مبلغ الإيجار أو أقساط الرهن العقاري، وفواتير الخدمات، وفواتير الهاتف)، بالإضافة إلى أي التزامات شهرية أخرى (مثل مخصصات الدعم الأسري). ويجب أن يشتمل هذا المستوى أيضًا على خطة ادخار قصيرة الأجل (أي صندوق طوارئ لمواجهة المشاكل اليومية الطارئة!) ومشترياتك الشهرية. وتمثل هذه البنود مجتمعة "ميزانية المستوى الثاني".

ويمثل المستوى الثالث النفقات التي تأتي مع كل يوم ضمن الأنشطة المتعلقة بنمط الحياة، ويشمل المبالغ التي ترغب في إنفاقها على المطاعم والتسوق ووسائل الترفيه وما إلى ذلك. وهذه هي "ميزانية المستوى الثالث".

3. حساب إجمالي النفقات

عندما تجمع إجمالي الميزانيات الثلاثة المذكورة أعلاه، تحصل على المبلغ الإجمالي لميزانيتك لتحدد بعدها ما إذا كان بإمكانك توفير هذه الأموال أم لا في ضوء مستوى دخلك الحالي. ويساعدك هذا التمرين في التعرف على وجهات صرف أموالك وكيفية إدارتها على نحوٍ أفضل. وسوف تمنحك هذه الطريقة قدرة أكبر على التحكم في مستقبلك المالي وإدارته بنجاح.

4. إعادة النظر في الأولويات و ترتيبها

بناءً على ما سبق، عليك الالتزام بمخصصات الميزانية في المستويات الثلاث (متى كان ذلك ممكنًا)، وإلا سوف يتوجب عليك تعديل أولوياتك وإعادة ترتيبها، إذا تبين لك أن المبالغ المطلوبة لا تناسب قدراتك المالية الفعلية. وتكمن الطريقة المُثلى هنا في إتباع مبدأ الموازنة بين احتياجاتك المالية دون الاستغناء عن أي منها. فاسأل نفسك؛ ما الذي يمكنني التنازل عنه اليوم كي أتمكن من إدارة مستقبلي المالي وتأمينه بصورةٍ جيدة؟ وعند التعديل على الميزانيات، ضع في اعتبارك أن تبدأ بإدخال تعديلات على بنود المستويين الثاني والثالث قبل الانتقال إلى تعديل ميزانية المستوى الأول، فالتنزه مثلا لمرة أو مرتين أسبوعيًا بدلاً من 3-4 مرات خيارًا معقولاً، أو قد تلجأ إلى شراء مستلزمات البقالة من سوبر ماركت يوفر لك المنتجات بأسعار أقل، أو ربما يكون وضع خطة أفضل لسداد فواتير الهاتف الشهرية ضرورة مُلِّحة. وقد تتأمل في منزلك، فتجد أن مساحته كبيرة على أفراد عائلتك، وبالتالي يكون الانتقال إلى منزل أصغر هو حل وسط منطقي يمكن اللجوء إليه، ولا سيما أن المنزل الأصغر في المساحة سوف يخفض عليك فواتيرك الشهرية.

وقد يظهر لك أيضا عند تغيير المنزل أن التملك مقارنة بالإيجار قد يساعدك في تحقيق بعض أهدافك المالية طويلة الأجل.

5. مراقبة طريقة الانفاق

توجد وسائل عديدة تساعدك في الحفاظ على مستوى ميزانيتك ضمن الحدود المقبولة لكن أفضلها يكمن في مراقبة طريقة إنفاقك، واليوم أصبح هذا الخيار أسهل بكثير في ظل توفر الخدمات المصرفية الرقمية. ومع تقليل المبالغ النقدية التي تنفقها، تزيد قدرتك على مراجعة بياناتك المصرفية التي تساعدك في تحديد عادات إنفاقك وبالتالي التعرف على المصارف غير الضرورية التي تهدر دخلك المالي. وتستوجب هذه الخطوة التحقق من رصيد أموالك بصفة يومية، إذ أن النفقات الصغيرة قد تتراكم بمرور الوقت لتدرك فجأةً أن كاهلك صار مثقلًا بفعل مصروفات هامشية وغير مهمة تسربت منك عبر الانفاق خلال العام، إلا أنها صارت مبلغًا كبيرًا له أثر بالغ على ميزانيتك. وسوف تفيدك هذه الخطوة كذلك في تقييم رغباتك مقابل احتياجاتك وإعادة ترتيب أولوياتك وفقًا لذلك.

Privacy Policy

البطاقة تُمنح لكبار العملاء فقط، يُرجى التسجيل لطلب البطاقة